عشيرة أبوطير

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
عشيرة أبوطير

أول موقع خاص بعشيرة أبوطير حول العالم العربي و الاسلامي


    صفات العاملين لدين الله...أ/فرج أبوطير

    محمدابوطير
    محمدابوطير
    Admin


    المساهمات : 336
    تاريخ التسجيل : 06/01/2010
    العمر : 44
    الموقع : https://abutair1979.yoo7.com

    صفات العاملين لدين الله...أ/فرج أبوطير Empty صفات العاملين لدين الله...أ/فرج أبوطير

    مُساهمة  محمدابوطير الثلاثاء مارس 09, 2010 1:32 pm

    09/01/2010م

    بقلم : أ / فرج أبوطير

    1- وضوح الغاية

    لقد كان سيد الدعاة - صلي الله عليه وسلم - يربي أصحابه الكرام -رضي الله عنهم - على أن غايتهم التي يعملون لها ويضحون من أجلها هي(الفوز برضوان الله تعالي وجنةٍ عرضها السموات والأرض والنجاة بأنفسهم وأهليهم من غضب الله - جلا وعلا - ومن نارٍ وقودها الناس والحجارة ) وتأمل في قول ابن عباس – رضي الله عنهما – أن النبي – صلي الله عليه وسلم – كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن (قولوا .اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم وأعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال وأعوذ بك من فتنة المحيى والممات ) رواه مالك ومسلم ، ويقول الإمام حسن البنا – رحمه الله – ( ثم بين الله تبارك وتعالي أن المؤمن في سبيل هذه الغاية قد باع لله نفسه وماله فليس له فيها من شيء , وإنما هي وقف علي نجاح هذه الدعوة وإيصالها إلي قلوب الناس وذلك قوله تعالي ( إن الله اشتري من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ) رسالة إلي أي شيء ندعوا الناس والداعية الذي بايع الله - سبحانه وتعالي - علي القيام بواجب الدعوة عليه أن يتذكر ركن الإخلاص – ومعناه في حق الدعاة كما قال الإمام البنا – رحمه الله. ( أن يقصد الأخ المسلم بقوله وعمله وجهاده كله وجه الله و ابتغاء مرضاته وحسن مثوبته من غير نظر إلي مغنم أو مظهر أو جاه أو لقب أو تقدم أو تأخر , وبذلك يكون جندي فكرة وعقيدة لا جندي غرض ومنفعة كما قال تعالي ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين – لاشريك له وبذلك أمرت ..) (الأنعام . 162 – 163 )
    وبذلك يفهم الأخ المسلم معني هتافه الدائم . ( الله غايتنا )و(الله أكبر ولله الحمد ) .

    2- الحرص علي دوام الأخوة والوحدة

    فالدعاة إلي الله تعالي يتشوقون إلي بشري رسول الله - صلي الله عليه وسلم - التي رواها عنه أبو مالك الأشعري - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قال: ( إن من عباد الله لأناساً ماهم بأنبياء ولا شهداء ,يغبطهم الأنبياء والشهداء بمكانتهم من الله , قالوا يارسول الله. تخبرنا من هم ؟ قال هم قوم تحابوا بروح الله علي غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها , فوا لله إن وجوههم لنور , وإنهم لعلي نور لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزنوا ثم قرأ ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا يحزنون ) رواه أحمد – والآية من سورة يونس 62 )

    - وهم في نفس الوقت يستحضرون دائماً ما أنذر به القرآن الكريم في قوله تعالي . (...ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين ) (الأنفال 46) ومن هنا بايع الدعاة ربهم - سبحانه وتعالي - علي هذه النعمة العظمي – نعمة الأخوة في الله – التي بين معالمها الإمام البنا – رضي الله عنه – بقوله ( وأريد بالأخوة . أن ترتبط القلوب والأرواح برباط العقيدة , والعقيدة أوثق الروابط وأغلاها , والأخوة أخت الإيمان , والتفرق أخو الكفر , وأول القوة قوة الوحدة ولا وحدة بغير حب واقل الحب سلامة الصدر , وأعلاه مرتبة الإيثار، كما قال تعالي .. (....ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ) (الحشر 9 ).

    والأخ الصادق يري إخوانه أولي بنفسه من نفسه لأنه إن لم يكن بهم فلن يكون بغيرهم , وهم إن لم يكونوا به كانوا بغيره , وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية والمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً – قال تعالي . ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض.. ) (التوبة71)
    وهكذا يجب أن نكون.

    إخواني الكرام: دعاة الحق وحراس العقيدة

    هيا معاً نتواصى فيما بيننا بهذا الأصول الإسلامية التي قررها الفقهاء - رضي الله عنهم أجمعين - و التي تحقق هذه الأخوة حتى نفوز جميعا بثوابها يوم القيامة فنكون كما بشرنا القرآن الكريم ( إن المتقين في جناتٍ وعيون * ادخلوها بسلامٍ ءامنين * ونزعنا ما في صدورهم من غلٍ إخوانا علي سررٍ متقابلين * لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين ) (الحجر45- 48 )

    وأهم هذه الأصول:-

    النزول على حكم الله ورسوله دون تردد أو مكابرة أو مراجعة - قال تعالي ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) (النساء 65 )

    · كل أحد يؤخذ من كلامه ويترك إلا المعصوم – صلي الله عليه وسلم00 يقول الإمام مالك - رضي الله عنه - كل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله - صلي الله عليه وسلم- وهكذا قال جميع الأئمة.

    · الاجتماع علي الأصول أولي من التفرق علي الفروع

    · والخلاف الفقهي في الفروع لا يكون سبباً للتفرق في الدين

    · ولأن نجتمع علي الصواب خير من أن نفترق علي الأصوب

    · نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا عليه

    · فمن أصول أهل السنة والجماعة الاعتصام بحبل الله وعدم الفرقة – قال تعالي( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) (آل عمران 103 )

    · الثقة المتبادلة وحسن الظن ، والله تعالي يقول ( فأولي لهم طاعة وقول معروف ) (محمد 20 -21 ) ويقول تعالي ( ياأيها الذين ءامنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم 00) (الحجرات 12 )

    · الانتهاء عن الجدل والمكابرة – حيث يقول الرسول – صلي الله عليه وسلم ( ماضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل ) رواه الترمذي

    · وتذكر دائماً قاعدة جواز تعدد الصواب وقد استمدت هذه القاعدة من هذا التوجيه من هدي رسول الله – صلي الله عليه وسلم – يوم رفع إليه أمر اختلاف الصحابة – رضي الله عنهم – في تطبيق قوله – صلي الله عليه وسلم - (. من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فلا يصلين العصر إلا في بني قريظة ) سيرة ابن هشام ، أصاب من أخذ بحرفية النص ولم يصل إلا في بني قريظة وأصاب من صلي في الطريق حرصا علي الصلاة في وقتها – وقد زكي رسول الله – صلي الله عليه وسلم – الرأيين وأثني علي الفريقين

    · الرحمة والرثاء للضال أولي من الشماتة فيه ولقد كان الفاروق عمر – رضي الله عنه - يردد دائما (لا تعينوا الشيطان علي أخيكم , ولكن أعينوه علي شيطانه )

    · محبة الصالحين واحترامهم والثناء عليهم بما عرف من طيب أعمالهم قربة الله تبارك وتعالي ، والرسول - صلي الله عليه وسلم - بشر من أحب الصالحين بقوله الكريم (المرء مع من أحب) فتح الباري

    · ومن هدي الإسلام إنزال الناس منازلهم – والاحترام والتقدير المتبادل – والتزام محاسن الأخلاق عند الاختلاف والحوار وكذلك عند تقديم النصيحة للغير أو عند التشاور في أي شأن من الشئون – وانظر إلي هذا التوجيه الرباني – للنبي – صلي الله عليه وسلم – ولأمته ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل علي الله إن الله يحب المتوكلين ) (آل عمران 159 )

    وما أجمل الاحترام و التقدير المتبادل بين الأئمة الأعلام - رضي الله عنهم أجمعين -

    يقول الإمام الشافعي عن مالك ( مالك بن أنس معلمي وعنه أخذت العلم وإذا ذكر العلماء فمالك النجم )

    وهذا هو الإمام مالك يقول في أبي حنيفة ( لو جاء إلى أساطينكم – أي أعمدة البيوت –فقايسكم علي أنها خشب لظننتم أنها خشب )

    وهذا هو الإمام أحمد يقول لابنه ( الشافعي – رحمه الله – كالشمس للدنيا , وكالعافية للناس , فانظر هل لهذين من خلف أو عوض )

    وهذا هو أبو حنيفة يقول عن مالك ( ما رأيت أسرع منه بجواب صادق , ونقد تام )

    · ونختم بهذه الوصايا الطيبة للإمام البنا – رحمه الله – في ختام رسالته القيمة بين الأمس واليوم

    · آمنوا بالله واعتزوا بمعرفته والاعتماد عليه والاستناد إليه , فلا تخافوا غيره ولا ترهبوا سواه , وأدوا فرائضه واجتنبوا نواهيه

    · وتخلقوا بالفضائل وتمسكوا بالكمالات ، وكونوا أقوياء بأخلاقكم أعزاء بما وهب الله لكم من عزة المؤمنين وكرامة الأتقياء الصالحين

    · وأقبلوا علي القرآن تتدارسونه , وعلي السيرة المطهرة تتذاكرونها , وكونوا عمليين لا جدليين , فإذا هدي الله قوما ألهمهم العمل , وما ضل قوم بعد هدي كانوا عليه إلا أوتوا الجدل

    · وتحابوا فيما بينكم واحرصوا علي رابطتكم فهي سر قوتكم وعماد نجاحكم واثبتوا حتى يفتح الله بينكم وبين قومكم بالحق وهو خير الفاتحين

    · واسمعوا وأطيعوا لقيادتكم في العسر واليسر والمنشط والمكره , فهي رمز فكرتكم وحلقة الاتصال فيما بينكم

    · وترقبوا بعد ذلك نصر الله و تأييده . والفرصة آتية لا ريب فيها ( ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم ) (الروم4-5 )

    · وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه ,وسلك بنا وبكم مسالك الأخيار المهتدين وأحيانا حياة الأعزاء السعداء وأماتنا موت المجاهدين الشهداء انه نعم المولي ونعم النصير.

    وفي الختام :

    نتضرع إلى الله تعالي أن يرضى عنا وأن يؤلف بين قلوبنا وأن يظلنا بظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله (آمين).

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مارس 29, 2024 2:37 am